
محتوى “المقالب” على منصات التواصل: استغلال البؤس والإهانة في سبيل الربح
الرباط: إستثمار
وجه المرصد المغربي لحماية المستهلك انتقادات حادة للمحتوى الرقمي المنتشر على منصات التواصل الاجتماعي، الذي يحول المعاناة الإنسانية إلى سلعة لتحقيق أرباح سريعة. وجدد المرصد تأكيده على أن هذه الممارسات تشكل مساً خطيراً بالقيم الأخلاقية وتمتهن كرامة المواطن المغربي بشكل مباشر.
وبين في بيان رسمي أن ما يسمى بمقاطع “المقالب” و”الكاميرا الخفية” قد تجاوزت حدود الترفيه المقبول، لتصبح ممارسات مهينة تستغل فقر وبساطة الفئات الاجتماعية الهشة. وأوضح أن الهدف الوحيد من هذا الاستغلال هو تحقيق مشاهدات وهمية تدر مداخيل رقمية غير قانونية على حساب إنسانية الضحايا.
ولم يقتصر المرصد على تبيان الجانب الأخلاقي، بل أبرز الفوضى القانونية التي تحيط بصناع هذا المحتوى. وأشار إلى أن عددا كبيرا من هؤلاء “المؤثرين” يزاولون نشاطا سمعيا بصريا دون الحصول على الترخيص الإلزامي من المركز السينمائي المغربي، مما يمثل خرقا صريحا للقوانين المنظمة للقطاع. وتتفاقم المشكلة مع التهرب من الالتزامات الجبائية والضريبية المفروضة عليهم.
ولفت المرصد إلى أن بعض منتجي هذه المقاطع يحاولون تبرير أفعالهم بتقديم مبالغ مالية رمزية للضحايا بعد تصويرهم ونشر معاناتهم، ووصف هذا السلوك بأنه مشين ومخالف لكل القيم الإنسانية النبيلة.
واختتم المرصد بيانه بالتأكيد على أن هذه الأفعال لا تشكل خرقا للأعراف فقط، بل أيضا لمقتضيات القانون الجنائي المغربي، خاصة الفصول المتعلقة بالمس بالكرامة الإنسانية ونشر الصور دون إذن أصحابها، إضافة إلى مخالفة القوانين الضريبية والتنظيمية للإنتاج السمعي البصري.
كما وجه دعوة عاجلة لفتح تحقيقات فورية في هذه الممارسات ومساءلة جميع المتورطين فيها قانونيا، ومطالبا بفرض رقابة صارمة على المحتوى الرقمي وإلزام المؤثرين بالتصريح الجبائي. واعتبر أن مواجهة هذه الظواهر باتت ضرورة وطنية لحماية القيم وصون الكرامة الإنسانية من كل أشكال الاستغلال الرقمي.

