حذر خبراء في تقرير حديث من أن التغيرات المناخية قد تكبّد اقتصادات دول العالم خسائر بنحو ثمانية تريليونات دولار بحلول منتصف القرن الحالي.وأرجع التقرير الصادر عن وحدة البحوث الاقتصادية في مجلة ذي إيكونوميست ذلك إلى ازدياد موجات الجفاف والفيضانات مما سينجر عنه تراجع في النمو وخطر على البنى التحتية.وخلص الخبراء الذين أعدوا التقرير إلى أن الاتجاه المناخي السائد، سيفقد أكبر 82 اقتصادا في العالم نحو 3 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2050.
واعتمد المؤشر في البحث على قياس مدى استعداد أكبر الاقتصاديات عالميا على مواجهة تبعات تغير المناخ.وكشف أن أفريقيا ستكون الأكثر عرضة للخطر، حيث أن الناتج المحلي الإجمالي للقارة قد يتراجع بنسبة 4.7 بالمئة خلال تلك الفترة في ظل ازدياد الظواهر القصوى جراء تغير المناخ.وكان أداء البلدان النامية أضعف على صعيد قدرة الصمود في وجه التغير المناخي مقارنة بالمناطق الغنية.ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية للمحلل عن بيانات البلدان في وحدة البحوث جون فيرغوسون قوله ”أن تكون البلاد غنية أمر مهم للغاية”.ولفت إلى أن البلدان الأغنى تتمتع بقدرة حقيقية على الصمود في مواجهة تبعات التغير المناخي، لذا فإن هذا الأمر يهدد حقا المسارات التي تسلكها بلدان العالم النامي في سعيها إلى اللحاق بركب العالم المتقدم.وأضاف فيرغوسون “في حين بدأنا نشهد هوة على الصعيد العالمي، فإن التحديات التي يواجهها العالم النامي بفعل التغير المناخي أكبر بكثير”.
وستكون أنغولا أكثر البلدان تسجيلا للخسائر، إذ ستفقد 6.1 بالمئة من إجمالي ناتجها المحلي بفعل التغييرات المناخية، التي لن تكون قادرة على مواجهتها.وتفسر الدراسة ذلك بعدة عوامل من بينها النقص في البنى التحتية السليمة ووجود خطر أكبر للتعرض لموجات جفاف وارتفاع في مستوى البحر وتعرية السواحل بفعل الموقع الجغرافي.وحلت في المراتب التالية كل من نيجيريا التي من المتوقع أن تسجل تراجعا بنحو 5.9 بالمئة ومصر بنحو 5.5 بالمئة وبنغلادش بنحو 5.4 بالمئة وفنزويلا بنحو 5.1 بالمئة.