الحوار الاجتماعي … حتى إشعار آخر

الرباط:استثمار

لم يأخد الحوار الاجتماعي طريقه بعد نحو تبني اجراءات عملية بمضمون سياسي قابل للتنفيذ،وظلت جولات الجوار مطبوعة بعناوين التعثر والجمود،وكان لافتا للانتباه تأكيد جلالة الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش 2018 على وجوبية الحوار الاجتماعية وأهميته،وضرورة اعتماده ومأسسته بشكل مستدام وغير منقطع.
لكن أطراف الحوار الاجتماعي لم تقدم لحد الآن رؤية تعكس فهما افضل للتوجيه الملكي و واقع الانتظارات و الأولويات الوطنية خاصة في الشقين الاجتماعي والاقتصادي،وتبين من خلال العرض الحكومي وانسحاب بعض المركزيات النقابية من الحوار أن لكل طرف من الأطراف التي يفترض أن تكون فاعلة في الحوار الاجتماعي اجندة خاصة بعضها متأثر بالتجاذبات السياسية.
ثمة شريحة واسعة من المواطنين وخاصة المهنيين متاثرين بالوضع الذي يحكم الحوار الاجتماعي،وتجميده مرة أخرى يكرس غياب تدابير ثقة حقيقية،والمفترض ان عروض الأطراف يجب أن تبتغي إيجاد توازنات سليمة في المصالح،لأن الحوار الاجتماعي لا ينبغي بناءه على النزعة في قضايا قد تكون في المتناول،فالحوار يجب ان يمثل في النهاية الية لتحقيق التطوير الاجتماعي والاقتصادي وهدفا رئيسيا لمنح المواطن صوتا في المفاوضة ومقرات العمل.
يرتدي الحوار الاجتماعي رداء الجمود في كل محطة من محطاته،وتظل الصعوبات قائمة عمليا بفعل غياب الإرادة لدى بعض الأطراف او أحدهم،لكن هل من المنطقي بقاء الوضع هكذا بعد الدعوة الملكية الصريحة لتفعيل الحوار الاجتماعي وتبني نهج متوازن لاستمراره ؟

محمد بودن محلل سياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى