
محمد علي بنسودة أمينًا عامًا جديدًا لصندوق الإيداع والتدبير: إعادة هيكلة مؤسسية تعكس دينامية التحول الاستراتيجي
الرباط: نارمان بنمسعود
في سياق دينامية إصلاحية متواصلة يشهدها المشهد المؤسساتي المغربي، أعلنت مصادر مطلعة عن تعيين محمد علي بنسودة في منصب الأمين العام لصندوق الإيداع والتدبير (CDG)، خلفًا لترتيبات تنظيمية داخلية تهدف إلى الارتقاء بأداء المؤسسة وتعزيز نجاعة تدخلها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة. ويُعد هذا التعيين تتويجًا لمسار مهني طويل لبنسودة داخل المجموعة، امتد لأكثر من 26 سنة، راكم خلالها تجربة واسعة في التدبير الاستراتيجي والحوكمة المؤسسية.
يمثل تعيين الأمين العام الجديد خطوة محورية في مسلسل التحول العميق الذي يعرفه الصندوق، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المؤسسات العمومية، والتي باتت مطالبة بإعادة النظر في نماذجها التدبيرية بما يضمن تحقيق الأثر الاقتصادي والاجتماعي المطلوب.
صلاحيات موسعة ومسؤوليات دقيقة
بموجب هذا التعيين سيتولى محمد علي بنسودة الإشراف على عدد من المهام الحساسة، في مقدمتها دعم المدير العام في تنفيذ الرؤية الشمولية للصندوق، والإشراف على إعداد ومتابعة تنفيذ الاستراتيجيات القطاعية للمجموعة. كما سيضطلع بتنسيق العلاقات المؤسسية مع مختلف الفاعلين العموميين، من وزارات ومؤسسات وهيئات ترابية، إلى جانب توليه مسؤولية ضبط منظومة الحوكمة وتدبير المخاطر.
ومن بين الملفات التي سيكون الأمين العام معنيًا بها أيضًا: تدبير الموارد المالية والبشرية، الدفع بأجندة التحول الرقمي، وتحسين الأداء التشغيلي للمؤسسة، مع الانفتاح المتزايد على الشراكات الدولية التي من شأنها تعزيز تموقع CDG في خارطة الاستثمار العمومي على الصعيد الإقليمي والدولي.
تحول تنظيمي: إلغاء منصب المدير العام المساعد
ولعل أبرز ما واكب هذا التعيين هو القرار الجريء بإلغاء منصب المدير العام المساعد، في سابقة تنظيمية تهدف إلى تبسيط الهيكل الإداري للمؤسسة، وتقليص طبقات التدبير، بما يسمح برفع مستوى التفاعل وسرعة اتخاذ القرار، وهي خطوة تعكس إرادة واضحة في ترسيخ نموذج حوكمة حديث وفعال.
هذا القرار لا يكتفي فقط بإعادة توزيع الأدوار داخل هرم القيادة، بل يحمل أيضًا دلالات عميقة على مستوى التوجه العام نحو ترشيد البنيات التسييرية وتكريس ثقافة النتائج، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى مؤسسات عمومية أكثر مرونة، قادرة على مجاراة التحولات الاقتصادية الوطنية والدولية.
CDG في قلب الدينامية التنموية
تجدر الإشارة إلى أن صندوق الإيداع والتدبير يُعد من أبرز الفاعلين المؤسساتيين في المغرب، بدوره المحوري في تمويل المشاريع الكبرى، وتدبير الادخار الوطني، والمساهمة في تطوير البنيات التحتية، إضافة إلى انخراطه في عدد من القطاعات الحيوية مثل السياحة، العقار، والتقاعد.
ويُنتظر أن يُسهم هذا التحول التنظيمي في تعزيز تموقع الصندوق كمؤسسة استراتيجية في تنزيل السياسات العمومية، خاصة في ظل الانتظارات المتزايدة من المؤسسات العمومية في دعم التنمية المستدامة، وتقليص الفوارق المجالية، وتعزيز مناخ الاستثمار.
لا شك أن تعيين محمد علي بنسودة في هذا المنصب المفصلي يمثل رهانا على الكفاءة والخبرة المتراكمة، كما يعكس إرادة المؤسسة في تجديد آليات تدبيرها الداخلي بما يواكب متطلبات الحكامة الحديثة. ويُرتقب أن يكون لهذا التحول أثر واضح على نجاعة أداء الصندوق وقدرته على التموقع كفاعل اقتصادي واجتماعي رئيسي في المغرب خلال السنوات المقبلة.