
تعشير سيارة واحدة مدى الحياة: مطلب الجالية يتحول إلى فرصة اقتصادية للمغرب
الرباط: إستثمار
يتصاعد في صفوف المغاربة المقيمين بالخارج مطلب يلقى تجاوبًا متزايدًا، يتمثل في تمكين كل فرد قضى عشر سنوات أو أكثر في المهجر من إدخال سيارة واحدة إلى المغرب وتعشيرها دون التقيد بشرط السن المعمول به حالياً.
هذا المطلب لا يندرج فقط في إطار امتياز رمزي، بل يكتسي أبعادًا اقتصادية استراتيجية قد تنعكس إيجابًا على خزينة الدولة ومختلف القطاعات الحيوية في الاقتصاد الوطني.
فتح هذا الباب أمام الجالية من شأنه أن يعزز الحركة الاقتصادية، من خلال تحفيز الزيارات المتكررة إلى أرض الوطن، ما سينعش قطاع النقل الجوي والسياحة العائلية، ويؤدي إلى ارتفاع في معدلات الاستهلاك المحلي.
كما أن استيراد آلاف السيارات الجديدة سيوفر دفعة قوية لسوق التأمين، ويخلق دينامية جديدة في القطاع المالي من خلال تنامي الطلب على العقود التأمينية.
وعلى المستوى الجبائي ستشكل الرسوم الجمركية والضرائب المفروضة على هذه السيارات موردًا ماليًا إضافيًا لخزينة الدولة، يساهم في تحسين التوازنات المالية.
أما الأثر الأكبر فيكمن في تدفق العملة الصعبة الناتج عن عمليات التعشير والإنفاق المرتبط بإقامات الجالية في المغرب، وهو ما يعزز من احتياطات البلاد من العملات الأجنبية.
في هذا السياق يتحول هذا المطلب إلى ما يشبه “الفرصة الذكية” حيث يتم الاستثمار في طاقات مغاربة العالم ليس فقط من منطلق إنصافهم، بل باعتبارهم رافعة اقتصادية حقيقية تدعم جهود التنمية وتعزز مكانة المغرب في محيطه الإقليمي والدولي.