عامل تمارة يقطع المسافة على الأقدام لتفقد مشاريع حيوية بالصخيرات وعين عتيق

الرباط: إستثمار

في مبادرة غير مألوفة في المشهد الإداري المغربي، اختار عامل إقليم الصخيرات–تمارة، السيد مصطفى النوحي، صباح السبت، أن يتفقد سير أشغال تهيئة وتوسعة الطريق الوطنية رقم 1 على المقطع الرابط بين مدار عين عتيق ومدينة الصخيرات، سيرًا على الأقدام، في خطوة ميدانية تعكس حرصه الشخصي على متابعة المشاريع التنموية الكبرى عن قرب، ومواكبة تفاصيل تنفيذها ميدانيًا لا من وراء المكاتب.

ورافق العامل في هذه الجولة الميدانية كل من الكاتب العام للعمالة، وباشا مدينة الصخيرات، ورئيس الجماعة، إلى جانب ممثلي المصالح التقنية والشركة المكلفة بالإنجاز، حيث وقف الجميع على مختلف مراحل الأشغال، بما في ذلك ورش إنجاز نفق عين عتيق الذي يُتوقع أن يخفف من حدة الازدحام المروري ويُحسّن انسيابية الحركة بين الرباط والصخيرات.

العامل شدد خلال هذه الجولة على ضرورة احترام آجال التنفيذ وجودة الأشغال، مع الحرص على ضمان انسيابية حركة المرور خلال فترة الأشغال، تفاديًا لأي اضطرابات قد تمس حياة المواطنين اليومية. كما دعا إلى تعبئة كل الإمكانيات التقنية واللوجستيكية لضمان إخراج هذا المشروع الحيوي في أفضل الظروف.

اختناق مروري متكرر ومطالب متزايدة

ورغم أهمية هذه المشاريع، فإن ساكنة الإقليم لا تزال تعاني من اختناقات مرورية متكررة، خصوصًا على مستوى الطريق الرابطة بين الهرهورة وتمارة عبر حي الوفاق من مدخل الطريق السيار الرباط. هذا المحور الحيوي يشهد يوميًا عرقلة مستمرة في حركة السير، بسبب الضغط الكبير على المداخل وضعف البنية التحتية الموازية.

ويؤكد عدد من مستعملي هذا الممر أن غياب حلول تنظيمية فعالة لتدبير حركة المرور بات يعرقل تنقلاتهم اليومية، خاصة في أوقات الذروة، مما ينعكس سلبًا على جودة الحياة ويؤجج حالة التذمر لدى الساكنة.

النقل العمومي.. “النقطة السوداء” التي تنتظر الحل

من جهة أخرى، لا يزال ملف النقل العمومي بين تمارة والصخيرات والهرهورة وتامسنا يشكل نقطة سوداء حقيقية داخل الإقليم. فضعف التغطية، وقلة الحافلات، وتباعد الرحلات، كلها عوامل جعلت التنقل اليومي بين هذه المدن معاناة متواصلة، خصوصًا لفئات الطلبة والعمال.

السكان يأملون أن تتضمن المشاريع الجارية مقاربة شمولية تتجاوز البنية الطرقية لتشمل أيضًا تطوير وسائل النقل الحضري، بما يواكب التوسع العمراني والسكاني السريع الذي يعرفه الإقليم في السنوات الأخيرة.

مقاربة جديدة في التتبع الميداني

زيارة عامل الإقليم الأخيرة تأتي لتؤكد تحولًا في أسلوب تدبير الشأن المحلي، حيث اختار المسؤول الترابي الانخراط المباشر في الميدان ومراقبة تفاصيل التنفيذ خطوة بخطوة، بما يعزز المصداقية ويحفز الفرق التقنية والمقاولات المنجزة على الالتزام بالسرعة والجودة المطلوبة.

هذه المقاربة التفاعلية قد تشكل، بحسب متتبعين، نموذجًا في الحكامة المحلية، شرط أن تتكامل مع حلول عملية تُعالج المعضلات اليومية التي يعيشها المواطن، وعلى رأسها النقل العمومي والاختناق المروري في المحاور الحيوية.

الإقليم بين الطموح والانتظار

في نهاية المطاف، تعكس هذه الجولة الميدانية دينامية واضحة في متابعة المشاريع التنموية، لكنها تفتح أيضًا الباب أمام أسئلة مشروعة حول بطء معالجة بعض الإشكالات البنيوية المزمنة. فبين طرق تُعبّد، وأنفاق تُنجز، تبقى حركة السير العشوائية والنقل المتعثر من أبرز المعضلات التي تنتظر حلولًا جذرية من عامل الإقليم وفريقه.

إنها مرحلة دقيقة يتقاطع فيها العمل الميداني بالانتظارات الاجتماعية حيث يتطلع سكان الصخيرات–تمارة إلى رؤية ملموسة تُعيد الثقة في التدبير الترابي وتترجم الخطط إلى واقع يومي ملموس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى