المغرب من الاستقلال إلى النموذج التنموي الجديد
الدكتور خالد الشرقاوي السموني
يخلد الشعب المغربي من طنجة إلى الكويرة يوم الأربعاء 18 نونبر الجاري الذكرى 65 لاستقلال المملكة المغربية، والذي جاء ثمرة كفاح مرير تحول إلى ثورة للملك والشعب، والتي قادها الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه، معلنا عن انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال والانتقال من معركة الجهاد الأصغر التحرري إلى معركة الجهاد الأكبر الاقتصادي والاجتماعي، بعد أن كان المغفور له محمد الخامس ، منذ مطلع أربعينيات القرن الماضي، يبارك ويوجه قيادة الحركة الوطنية التي عملت تحت إشرافه على إعداد وثيقة المطالبة بالاستقلال سنة 1944، ويترجم آمال المغاربة بخطاب طنجة التاريخي سنة 1947، الذي جسد مشاعر وآمال الشعب المغربي آنذاك في الانعتاق والتحرر.
إن استقلال المغرب شكل حدثا متميزا في التاريخ المعاصر للمملكة، جسد أسمى معاني التلاحم والوفاء بين الشعب المغربي وملكه في مواجهة الاستعمار الظالم. ثم أن تخليد الحدث يفرض على الأجيال الحالية، استحضار أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل التحرر من نير الاستعمار، وإرساء أسس الدولة المغربية المستقلة والحديثة، وأيضا مناسبة للأجيال الصاعدة لإدراك حجم التضحيات الجسيمة والمواقف التاريخية الخالدة التي صنعتها المقاومة المغربية للتحرر من ربقة الاستعمار واسترجاع المغرب لاستقلاله سنة 1955 والعيش في نعيم الحرية.
فبعد مرور 65 سنة على استرجاع المغرب لاستقلاله، عرف فيها المغرب نجاحات وحقق إنجازات كبرى على جميع الأصعدة، خصوصا في العهد الجديد لجلالة الملك محمد السادس حيث تعززت في عهده مسيرة التنمية البشرية و حقوق الانسان و تحقق نمو اقتصادي ساهم في تحسين حياة المواطن المغربي كما أطلق جلالته ورش تجديد النموذج التنموي الوطني، لتعزيز مسيرة التقدم والنماء، والاستثمار في الرأسمال البشري، وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية . ذلك النموذج التنموي الجديد الذي سيشكل مدخلا للمرحلة الجديدة لبلادنا التي قوامها: المسؤولية والإقلاع الشامل .