Adds
اقتصاد

منصة ذكية أم واجهة تجميلية؟ المكتب الوطني للسكك الحديدية يطلق برنامجا جديدًا يحمل اسم “ONCF VOYAGES”

الرباط: إستثمار

في ظل الانتقادات المتصاعدة حول خدمات النقل السككي أطلق المكتب الوطني للسكك الحديدية تطبيقًا جديدًا يحمل اسم “ONCF VOYAGES”، في خطوة تندرج ضمن استراتيجية التحول الرقمي التي يسوّق لها المكتب كحلّ لتحسين تجربة السفر اليومي للمواطن المغربي. التطبيق يُسهّل الحجز، يختار المقاعد، ويوفّر عروضاً مخفّضة… لكن ماذا عن المشكلة الحقيقية التي يعاني منها الركاب يومياً؟ التأخيرات المستمرة، والاكتظاظ، والبلاغات الغامضة في المحطات.

“الحجز الإلكتروني ممتاز، لكن ماذا عن الالتزام بالمواعيد؟”

يتساءل هشام موظف يتنقل يومياً بين الدار البيضاء والرباط قائلاً: “أصبحت أحجز تذكرتي إلكترونياً، نعم، لكني أصل متأخراً إلى عملي في كل مرة. هل سأخبر مديري أن التطبيق كان سلساً؟”

وحسب أرقام سابقة صادرة عن المكتب، فإن نسبة احترام مواعيد القطارات تصل إلى 90%، إلا أن الواقع اليومي الذي ينقله الركاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي يكشف معاناة متكررة، خصوصاً على الخطوط الأكثر استعمالاً: الرباط – الدار البيضاء، ومراكش – الدار البيضاء، حيث تتراوح التأخيرات بين 10 إلى 45 دقيقة، أحياناً دون تفسير واضح.

منصة ذكية أم واجهة تجميلية؟
رغم تطور الواجهة الرقمية، تبقى تساؤلات عديدة تفرض نفسها:

هل سيتغير واقع المسافر المغربي فعلاً بهذا التطبيق؟

هل تواكب البنية التحتية وتدبير الشبكة هذا التحول الرقمي؟

أين يتجلى أثر “التحول الذكي” إن لم يشعر به الراكب في احترام الزمن، الراحة، والسلامة؟

“ليست المشكلة في الحجز بل في الخدمة نفسها”، تقول نزهة، طالبة جامعية تستقل القطار بانتظام: “كم مرة ضاعت علي محاضرات، لا بسبب التطبيق، بل لأن القطار لم يصل أصلاً أو توقف في منتصف الطريق دون إشعار مسبق!”

إذن، التطبيق “ONCF VOYAGES” يبدو إضافة جيدة على مستوى الشكل، لكنه يفتقر إلى الإجابة عن المعضلة الجوهرية: هل هو وسيلة لتجميل صورة مهترئة؟ أم بداية إصلاح حقيقي يبدأ من السكة لا من الشاشة؟

وفي انتظار جواب من المكتب المواطن يبقى في رصيف الانتظار… مع هاتف ذكي وتذكرة رقمية لكن دون قطار يحترم مواعيد الركاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى