كُتاب وآراء

إسألوا أحيزون ولقجع

 


ع. أبوفيصل

… لا أعرف لماذا يصر بعض مسؤولينا الرياضيين – لا سامحهم الله – على أن “يسخنوا عليها وهي طافية” ، مع أن أومور رياضاتنا ، وحالتها لا تخفى على القريب والبعيد …
ومع ذلك فإنهم يسمحون لأنفسهم بالنفخ فيما لا ينفخ ، ويطبلون ويزمرون ، ويغنون ويرقصون ، كما لو كانوا يرون ما لا يراه ويعرفه المغاربة أجمعين .
كل الرياضات لا تكاد تنهض حتى تسقط من جديد ، ولعل ما جرى ويجري الآن لأم الألعاب ألعاب القوى الوطنية من بهدلة في المحافل الدولية خير دليل على أنه إذا كان السيد أحيزون قد نجح وينجح في عالم المال والأعمال ، فإنه بالتأكيد لا يمكنه النجاح في عالم الرياضة، فالرياضة لها ناسها ، ولها المتخصصون فيها ، ولها قواعدها وأسسها ولها علمها .. وإلى هذا وذاك فألعاب القوى لا تستقيم إلا باستقامة عقارب الساعة بالدقائق والاجزاء المائوبة ، وبالتالي فإنها ستسير إلى ما لا تحمد عقباه ، وهذا ما لمسناه منذ مجيء السيد أحزون والذي لم “تطفرها” ألعاب القوى في عهده ، وها هي مستمرة في السقوط ، سقوط لا نظنه في كل الأحوال مرتبطا بانعدام الإمكانيات ، أو المواهب ، ، بقدرما هو مرتبط بعقلية تسييرية عفا الله عليها “وتخطيط” لا يحمل من التخطيط لصنع الأبطال إلا الإسم .
وبالطبع فهذا الضياع الرياضي الوطني ليس مقتصرا على رياضة أم الألعاب وإطلاق السيقان للريح ، وإنما ينسحب كذلك على رياضات مثل كرة السلة ، وكرة اليد والكرة الطائرة ، والتنس ، وطبعا الدراجات التي يحاول المسؤولون عن تسييرها إيهام عباد الله بدخول دراجينا عالم طواف فرنسا مع أن طواف فرنسا لا يعني المنتخبات الوطنية للدول وإنما الفرق المحترفة.. فهل يا ترى أصبحت لدينا فرق محترفة في الأميرة الصغيرة ونحن مازلنا في “دار غفلون” ، كيف هذا ؟ وما هذا الهراء ؟ وأي استبلاد هذا لعباد الله وتغليطهم وإيهامهم أننا “شي حاجة” في رياضة الدراجات. كما يوهموننا أننا كذلك “شي حاجة” حتى في كرة القدم التي تبتلعم الملايير من غير أن تعطينا ولو فرصة واحدة للفرح والإعتزاز بالإنتماء لهذا الوطن في مختلف المنتخبات السنية .
لن نتحدث عن باقي الرياضات ، لأنها كلها في سلة واحدة “لا زين لا مجي بكري” وسجلها في المنافسات القارية والعربية والدولية يفيض عطاء مليئا بالأصفار المكعبة ، يمينا وشمالا ، “نتعب” أنفسنا في متابعتها ، فحضورها أو غيابها عن الساحة سيان ، اللهم أنها تبتلع الفلوس بدون فائدة ، وهنا نتساءل عن عقد الأهداف التي توقعها وزارة الشباب والرياضة مع جامعات هذه الرياضات ، وعن مآل محاسبتها والحال أن هذه الجامعات لا تحقق ما التزمت به في هذه العقد.
وأظن أنه لو تعلق الأمر فقط برياضة واحد فقط أو إثنتين ، لقلنا إن الأمر فيه من سوء الحظ وقلته ، ولكن وأن جمبع رياضاتنا تسبح في عالم من الظلمات ، فذلك يعني أننا لا نعطي هذا القطاع ما يستحقه من مسيرين أكفاء قادرين على التخطبط والإبداع فيه علميا أما “الفلوس” فهي موجودة ، واسألوا جامعتي أحزون ولقجع فلديهما الخبر اليقين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى