
الفدرالية المغربية للمخابز والحلويات تدق ناقوس الخطر محذرة من احتمال ارتفاع أسعار الخبز
الرباط: نارمان بنمسعود
تشهد صناعة الخبز والحلويات في المغرب حالة من التحديات غير المسبوقة، حيث تهدد الضغوط المتزايدة بتحويل الخبز من سلعة أساسية إلى منتج فاخر. الفدرالية المغربية للمخابز والحلويات تدق ناقوس الخطر محذرة من احتمال ارتفاع أسعار الخبز في القريب العاجل، وذلك في ظل الارتفاع الكبير لتكاليف الإنتاج والمواد الأولية وخاصة الدقيق والطاقة.
المهنيون في القطاع يؤكدون أن الخسائر أصبحت واقعاً ملموساً بالنسبة للمخابز الصغيرة والمتوسطة، التي تعاني من عدم قدرتها على الحفاظ على هامش ربح مستقر. ويشيرون إلى أن نظام الدعم الحالي للدقيق لا يصلهم بالشكل الكافي أو المباشر، حيث يتجه جزء كبير منه نحو الاستهلاك المنزلي والصناعات الغذائية، بينما تبقى المخابز المهنية خارج نطاق الاستفادة الحقيقية من هذا الدعم.
ويتعقد المشهد أكثر مع ما يصفه المهنيون بالمنافسة غير العادلة مع القطاع غير المهيكل، الذي يعمل خارج الإطار القانوني ودون أي التزامات ضريبية، مما يضع المخابز المنظمة في موقف صعب يهدد استمراريتها. في مواجهة هذه التحديات، تطالب الفدرالية بفتح حوار وطني عاجل لإعادة هيكلة منظومة توزيع الدقيق، ووضع معايير واضحة للجودة والسلامة الغذائية، إلى جانب تطوير برامج تكوين للعاملين في القطاع.
ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه الدعوات في إنقاذ قطاع حيوي يمس حياة الملايين من المغاربة، أم أن المواطن البسيط سيدفع ثمن هذه الأزمة من جيبه؟ الفدرالية تحذر بوضوح أن استمرار الوضع على حاله سيدفع المخابز مضطرة إلى رفع الأسعار لتغطية تكاليف الإنتاج المتصاعدة، في خطوة قد تزيد من معاناة الأسر وتحول رغيف الخبز من حق أساسي إلى رفاهية يصعب الحصول عليها.





