ثقافة

وحيد من جديد بيننا ….ألف مرحبا..لكن الاحتياط واجب !

بقلم  : محمد التويجر

أنت أو لا أحد
وحيد هاليلوزيتش اسم على مسمى ، فمنذ البداية كان العارفون بخبايا كرة القدم المغربية وطريقة تفكير لقجع بأن صاحب الجنسية البونسية الفرنسية المزدوجة هو الخيار الأمثل، مقارنة مع مواطنيه لوران بلان ولويس فيرنانديز اللذين اكتفيا بلعب دور “الكومبارس” ، أو ما يعرف لدى أسرة ألعاب القوى بأرنبي السباق.
نجح لقجح في تدبير المفاوضات ، وجعلها تهيء ” على نهار هادئة ” ، ليخرج إلى العلن في ثالث أيام العيد من قبعته السحرية شخصية عارفة بخبايا كرة القدم المغربية والإفريقية أيضا
لا أريد التوقف عند دور لجنة الانتقاء ، ولا الخوض في دورها من عدمه، في حسم هوية الربان الجديد ، لأن لقجع في أول الأمر وآخره المسؤول الأول والأخير عن المنتخب ، حاله ومآله…يبدو أن الرجل استفاد من أخطاء التجربة السابقة مع رونار ، ولا يريد تكرارها ….لكن كان حريا به ، وهو يقدم الوافد الجديد ، من باب حسن التأثيث، أن يحيط به بعضا من أعضائها بدل جودار والناصيري كي تكتمل الصورة ويعطى للجنة مشروعيتها والجدوى من وجودها

عقد منطقي يتجاوب مع الأصوات المنتقدة
الكشف عن الأجر الشهري للوافد الجديد ( 80 ألف يورو )، خطوة شفافة تقطع مع سلوكات السابق ( تتذكرون فضيحة عقد البلجيكي غيريتس الذي “زمم” بشكل جعل من سابع المستحيلات الكشف عن قيمة المبلغ الذي قارب الربع مليار شهريا )
على الأقل، الرأي العام الرياضي المغربي مطمئن بأن سقف الأجر متحكم فيه ، ولا يتجاوز ما كان يتقاضاه رونار، دون الحديث عن التعويضات الظاهرة والمستثيرة .
صرنا الآن على بينة من أن الشرط الجزائي في حال فسخ العقد لن يتجاوز أجر ثلاثة أشهر ، عكس السابق ( من منكم يمتلك الرقم الحقيقي لمقابل فسخ عقدي غيرتس ورونار ؟ )
يحسب أيضا للقجع كونه حدد شرطا أساسيا لمواصلة التعامل حتى نهاية العقد ، ويتثمل في ضرورة التأهل إلى كأس العالم المقبلة بقطر …من قبل كنا نعطي لربان سفينة المنتخب شيكا على بياض ، يجعله يتصرف كما يحلو له ، يتمدد مثل السرطان الخبيث في كل الاتجاهات ( بلا ناه ولا منتهي )، معرضا مصالح المنتخب، ومن خلاله الكرة المغربية كلية إلى أضرار جمة.
الآن، أصبح مجال مناورة الطرفين على الأقل محدد سلفا، فإما التأهل أو فك الارتباط.
إضافة إلى الشرط المحوري، نص العقد على ضرورة بلوغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا المقبلة، ونهائي التي تليها، وذلك أضعف الإيمان ( لاحظوا أنه لم يستوجب التنصيص على الفوز بها )، تفاديا للآثار السلبية للضغط الممارس على مكونات المنتخب ككل

الطاقم المساعد…شوكة في الحلق
تفادى الطرفان في اللقاء التقديمي الحديث عن الطاقم المساعد، رغم أن كواليس المفاوضات تفيد بأن الإشكال مرتبط بهذه النقطة بالذات ، ففيما وحيد مصر على أن يكون مساعدوه من بني جلدته ، بما في ذلك الطبيب ، وله الحق في ذلك لأنه المسؤول الأول على تنزيل عقدة الأهداف التي تربطه بالجامعة ، نجد أن الأخير حائرة تريد ثنيه على ذلك دون أن تجد إلى ذلك سبيلا.
قد يقول قائل إن موقف وحيد ينم عن فكر استعماري إقصائي وما إلى ذلك من نعوث وتشبيهات ، لكن لا تنسوا أنه على بينة من طريقة تفكير المغاربة ، بالنظر إلى السنتين اللتين قضاهما بين ظهراني الرجاويين ( فاز معهم بازدواجية البطولتين المحلية والقارية ) …وأكيد أنه سمع بأفراد مكلفين بمهام داخل الطاقم التقني والإداري للمنتخب صاروا مصدر عرقلة لسير الأمور داخله بدل المساهمة في انسيابية العمل .

مصطفى حجي..أي تموقع؟؟
للسؤال مشروعيته ، على خلفية دور مصطفى حجي المحوري في طي صفحة الزاكي وتعبيد الطريق أمام رونار، قبل أن ينقلب عليه ، بمجرد استشعاره رياح التغيير
البعض يدعي أن لحجي ” ضرسة صحيحة ” أقوى من “كُلاب” لقجع نفسه ، ومن ثمة يترقب الرأي العام طبيعة علاقة وحيد بهذا الإرث ” الثقيل ”
وبما أن بقاءه في محيط منظومة المنتخبات ملزمة ،وبلا نقاش ، أقترح على الرئيس لقجع تخريجة تقضي بإلحاقه بطاقم ” صديقه ” بوميل المشرف على المنتخب الأولمبي ليبقى قريبا من ” العين “، متمتعا بامتيازاته وأجرته السمينة ( ضعف ما يتقاضاه وزير في الحكومة ) .
وفي حال تنحيته كلية، سيكون لقجع قد حقق فتحا مبينا سيحتفظ له به التاريخ ، بخاصة وأن الكثيرين يتساءلون عن دوره الفعلي داخل المجموعة

حين تكون الإقامة الجبرية مفيدة
التنصيص على اعتماد الرباط العاصمة ، بمقربة من الجامعة وهياكلها ، مقرا لإقامة وحيد، تحيل على أن لقجع استخلص كافة الدروس الممكنة من فضيحة انتقال رونار المتواتر إلى السنغال، والمكوث بها بالأسابيع أحيانا، ليتواصل من هناك مع مقر الجامعة ومستخدميها عبر الوسائل الحديثة .
عين العقل أن يكون وحيد قريبا من مقر عمله ، تيسيرا للتواصل والإحاطة بكل الجوانب المرتبطة به
حتى فارق السن بين الاثنين ( رونار 51 سنة / وحيد 67 عاما) يجعل شرط الإقامة بالرباط مجرد بند شكلي، لأن وحيد ممتلك كاريزما خاصة ميزتها الجدية في التعاطي مع عمله ، كما كان عليه الشأن حين مروره بدكة المنتخبين الإيفواري والجزائري ( أهل الأول إلى مونديال 2010 بجنوب إفريقيا وبلغ مع الثاني ثمن نهائي مونديال 2014 بالبرازيل)

أية علاقة مع الإدارة التقنية الجديدة؟
للسؤال مشروعيته أيضا ، بحكم تباين منهل المدرستين ( فرنسية – أنجلوساكسونية ) ، فهل ستكون علاقة وحيد مع الويلزي أوسيا روبيرتس تكاملية تصب في صالح المنظومة الكروية المغربية كلية أم أن كل طرف سيشتغل في معزل عن الآخر ، رغم أن الخيار الثاني سيجعل المنظومة المذكورة تسير وفق إيقاعين ونهجين مختلفين يضران بمستقبل الأجيال القادمة أكثر مما يخدمانه.
السؤال ذاته ينسحب على علاقة وحيد بالفرنسي بوميل والمغربيين السلامي وعموتة، باعتبارهم المشرفين على الفئات العمرية الدونية التي يفترض أن تكون مغذيا أساسيا للمنتخب الأول بما تحتاجه من عناصر ، بدل البحث عن الحل السهل ، المتمثل في استيراد الجاهز من المغاربة المقيمين بالخارج المتشبعين بطريقة تصرف مغايرة للعناصر المحلية ، وقد ظهر ذلك جليا قبل وأثناء الكان الأخير.

وحيد والإعلام المغربي
معروف أن لوحيد حساسية مفرطة من الإعلام ( اسألوا الجزائريين أساسا عن شطحاته)… مرد ذلك اعتباره المنتخب مجالا حيويا خاصا به، يحرم الاقتراب منه من أي كان بما في ذلك أعضاء الجامعة ، ( سبب انفصال اليابانيين عنه قبل أشهر يعود لكون دخول مسؤولين سامين أرضية الميدان للاطمئان على سير التحضيرات لم يرق وحيد ذي الحاجبين المقطبين ).
وهنا يكمن دور مديرية التواصل التي يفترض فيها الكياسة في ضمان تواصل انسيابي بين رجال الإعلام ومحيط المنتخب من أجل معلومة صحيحة تقطع مع الإشاعة
على فكرة : نقل أطوار اللقاء التقديمي لوحيد والندوة الصحفية التي تلته عبر “الويب” فكرة ذكية مكنت الآلاف من متابعة التفاصيل ، رغم أن انتقائية الحاضرين جرت على زميلنا مقروف بعض الانتقادات التي آمل أن يتمكن من احتوائها بالكياسة اللازمة ، تأسيسا لمرحلة جديدة ، ما دام أن المنتخب ومصلحته يوحدان الجميع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى