نحو مدينة ذكية: أكادير تضع حجر الأساس لمنظومة نقل عمومي متكاملة

آكادير: إستثمار

بعد سنوات من المعاناة اليومية مع خدمات النقل العمومي المتدهورة، تستعد أكادير الكبير لوداع عصر “ألزا” وبدء مرحلة جديدة في تاريخ تنقلاتها. ففي خطوة طال انتظارها، أطلقت مجموعة الجماعات الترابية للنقل طلب العروض للعقد الجديد للتدبير المفوض، الذي سيمتد لعشر سنوات ويعد بوضع نهاية لمعاناة المواطنين.

شهد مقر المجموعة الخميس الماضي منافسة حادة بين عملاقين: الإسبانية “أوتاسا” والمغربية “سوبراتور”، حيث تم فتح الأظرفة التقنية والمالية في صفقة تعد من أبرز المشاريع التي ستغير وجه النقل الحضري في أكادير وضواحيها.

وتمر عملية الاختيار بثلاث مراحل دقيقة تبدأ بتقييم العروض التقنية والمالية، ثم مرحلة الاستماع والمناقشة، وأخيراً المفاوضات النهائية. وتعتمد معايير التقييم على موازنة دقيقة بين الجوانب المالية (30%) والتشغيل والصيانة (40%) والتنظيم (17%) وجودة الخدمة (8%) والجانب القانوني (5%).

ويقوم العقد على فلسفة ثورية لتقاسم المخاطر، حيث تتكفل السلطة بالاستثمارات الكبرى في الحافلات والبنيات التحتية، بينما يتحمل المفوض له مهام التشغيل والصيانة. كما يضمن النظام آلية دعم تعريفي في حال اعتماد تعريفة اجتماعية، مما يحقق التوازن المالي ويحمي حقوق جميع الأطراف.

ويكشف المشروع عن رؤية طموحة تتجلى في تجديد الأسطول بالكامل، واعتماد أنظمة تتبع ذكية، وتطوير خدمة عملاء رقمية شاملة، مع إدماج كامل للبعدين الاجتماعي والبيئي. ويؤكد جمال ديواني، رئيس مجموعة الجماعات الترابية، أن المشروع تم بإشراف وزارة الداخلية والولاية، وأن التنفيذ سيكون عبر شركة “أكادير الكبير للنقل والتنقلات”.

ويتضمن التصور الجديد تشغيل خط الحافلات عالية الجودة على مسار 15.5 كيلومتراً، وإعادة هيكلة الشبكة الحالية لتواكب النمو الديموغرافي لأكثر من 1.8 مليون نسمة، وإنشاء مركز صيانة حديث، وتحسين ظروف عمل السائقين.

مع بدء اللجنة التقنية تقييم العروض، تترقب أكادير الكبير الإعلان عن الشركة الفائزة خلال الأسابيع المقبلة، في انتظار تحول تاريخي يليق بمدينة الانبعاث ويحقق تطلعات سكانها في نقل عمومي آمن، منتظم، وعصري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى